أثبتت نتائج التحقيقات الأولية فى حادث تصادم قطارى الإسكندرية، الذى وقع منذ ثلاثة أيام، أنه توجد ثلاثة أخطاء أدت إلى وقوع هذا التصادم، الأول هو وجود 3 قطارات فى توقيت ومكان الحادث على الخط النازل من القاهرة إلى الإسكندرية، والثانى هو تجاوز القطار رقم 13 السيمافورات الأربعة، والثالث هو أنه أثناء توقف القطار رقم 571 كان يجب على مساعد التشغيل وضع كبسولات خلف القطار لمسافة 300 متر، وهو ما لم يحدث.
وكما ترى عزيزى القارئ كلها أخطاء بشرية ناتجة إما عن جهل، أوعدم تدريب، وإما عن إهمال جسيم متكرر تسبب من قبل فى مرات عديدة فى إزهاق الآلاف من أرواح الأبرياء.
أرى أن العزاء الحقيقى الذى يمكن أن نقدمه لأرواح شهداء القطار الأبرار هو أن نجعل من دمائهم الزكية التى سالت جراء هذا الحادث الأليم هى آخر دماء تسيل نتيجة منظومة الجهل والإهمال وعدم التدريب التى تعشش منذ زمن بعيد بين جنبات معظم الهيئات والمؤسسات الحكومية فى بلادنا، وأدعو الله العلى القدير أن يكون الدرس المستفاد الأول من نتائج هذا الحادث هو حتمية قيام الحكومة بثورة إدارية وتدريبية حقيقية فى مرفق السكك الحديدية، مع مراعاة أهمية أن يقود عملية الإصلاح الصعبة هذه أناس مشهود لهم بالكفاءة والمهنية، بعيدًا عن أهواء الاختيارات.