بدأ العد التنازلى للعام الدراسى الجديد ومعه يتم إعلان حالة التأهب القصوى فى الغالبية العظمى من بيوت مصر ، حيث يعيش ملايين الطلاب الذين تسخر لهم أسرهم كافة الإمكانيات لمساعدتهم على التحصيل والتفوق ، وفى ظل هذا فإن هناك عشرات الأسئلة التى يجرى طرحها عن استعدادات وزارة التعليم للعام الجديد ، ومدى تأهيل المعلمين وتطوير المناهج للارتقاء بالمنظومة التعليمية.
بعيدا عن الشعارات الرنانة التى يفرط فيها البعض ، والإحباط الذى يغرق فيه آخرون، فإنه لا يمكن لمنصف أن ينكر الجهد الكبير الذى يقوم به الدكتور طارق شوقى وزير التعليم من أجل حل جزء كبير من مشاكل التركة التى ورثها عن أسلافه، فالرجل وبحق يحرص على أن يطرح حلولا من خارج الصندوق، ولكن علينا أن ندرك أن الإصلاح سوف يستغرق سنوات طوال، كما أنه يتطلب تعاونا من الجميع كى نصل لتعليم متطور قادر على تخريج طلاب لديهم القدرة على المنافسة فى سوق العلم والارتقاء ببلدهم.
وفى هذا السياق، أقترح على الوزير أن يخصص خلال الفترة المقبلة وقتا لعقد جلسات استماع مع الطلاب فى مختلف المراحل التعليمية، حيث اكتشفت بالتجربة العملية أن هذه الأجيال تمتلك القدرة على التعبير عن مشاكلها وطموحاتها، وتحتاج فقط لمن يستمع إليها ويأخذ بأيديها للمستقبل.
وفى السطور التالية ، أنقل رسالة من ابنتى “لجين” التلميذة بالصف الثالث الابتدائى بمدرسة الملك فهد الرسمية للغات أصرت على أن توجهها مباشرة للدكتور طارق شوقى وزير التعليم باسم طلاب مدرستها .
عمو طارق شوقى وزير التعليم.. أعلم أن هناك الملايين مثلى فى طول البلاد وعرضها، وأدرك جيدا حجم المسئوليات الكبيرة التى تقع على عاتقك، ولكن أرجو أن يتسع وقتك لقراءة رسالتى والتى استحلفت أبى بالله أن يصيغها فى مقاله أملا فى أن تقرأها وتتخذ قرارا ينهى معاناة المئات من أبنائك الصغار.
عمو وزير التعليم.. مدرستى اسمها الملك فهد الرسمية للغات بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، أحبها كثيرا بداية من العامل الذى يقف على الباب مرورا بمس منى أبو المكارم ومستر وليد عبد الدايم مدرسا “الإنجلش”، ومستر فتحى خلف مدرس الرياضيات وصولا لمستر صلاح غيث مدير المدرسة ، فالكل يعمل من أجلنا.
عمو وزير التعليم.. المشكلة باختصار أننا ومنذ أكثر من 10 سنوات نحتاج لإنشاء مبنى متكامل يضم طلاب المراحل الابتدائية ، والإعدادية، والثانوية، ورغم تقدم مجلس الآباء وأولياء الأمور بعشرات الطلبات ، فإن هذا لم يحدث حتى الآن ، والنتيجة أننا أصبحنا فى بداية كل عام دراسى على موعد مع اعتصام أولياء الأمور احتجاجا على الكثافة المرتفعة للفصول فى المرحلة الابتدائية ، فيما يتم توزيع طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية على مدارس أخرى وهو ما يتسبب فى حدوث مشاكل كثيرة.
عمو وزير التعليم.. هذه مشكلتنا باختصار أنقلها لك بلسان جميع زملائى فى المراحل التعليمية الثلاث وكلى يقين أنك لن تتردد للحظة عند دراسة الملف مع مسئولى الوزارة فى إصدار قرار بإدراج إقامة مقر لمجمع متكامل لمدرستنا ضمن خطة الوزارة للعام الجارى ورفع الظلم الواقع على المئات من أبناءك التلاميذ بسبب الروتين وتكاسل بعض الموظفين.
انتهت رسالة “لجين”، وأظن أن هناك عشرات الطلاب مثلها فى طول البلاد وعرضها نحتاج إلى الاستماع إليهم إذا كانت لدينا رغبة حقيقة فى التغيير.